جائزة ACC المستقبلية عبارة عن نظام توزيع الجوائز الفنية لاكتشاف الفنانين المبدعين الذين وسعوا القيم والإمكانيات المستقبلية المبتكرة، وهو عبارة عن معرض يعرض الأعمال الجديدة للحائز الأول على الجائزة، كيم آيونغ. وتجذب "كيم آيونغ" انتباه عالم الفن المحلي والدولي من خلال بناء عالم عمل فريد من نوعه يعيد بناء الروايات الكلية مثل الهجرة والرأسمالية والأيديولوجية الوطنية إلى رواية تأملية هجينة ومتداخلة يهيمن عليها علم الآثار والمستقبلية وخيال الخيال العلمي. وجدير بالذكر أن "جائزة ACC المستقبلية لعام 2024: كيم آيونغ - قوس راقصة التسليم: معكوس" هو مشروع واسع النطاق ويتكون من فيديو رسومات حاسوبية قائم على محرك اللعبة، وفيديو متعدد القنوات وتثبيت التي تستخدم الذكاء الاصطناعي المولّد. وفي هذا العمل، تركز "كيم آيونغ" على التقويمات التقليدية العديدة ووجهات النظر العالمية التي اختفت أثناء عملية التحديث الغربية. وتمتلك كل ثقافة مجموعة متنوعة من وجهات النظر الزمنية والتقويمات التي تعكس تاريخها وفلسفتها، ولكن اليوم يستخدم العالم كله التقويم الغريغوري كمعيار. ويرتبط تعميم الوقت والتقويم بالتفاعل بين الإمبريالية والسلطة السياسية الذي حدث خلال عملية التحديث والعولمة. لذا فإن هذا العمل يستكشف علم الكونيات التقليدي وأنظمة الزمن لمختلف الثقافات التي تختفي بعد التحديث الغربي، ويحتوي على محاولة الفنان لاستعادتها من خلال سرد الفن الحديث.
والشخصيتان الرئيستان، "إرنست مو" و"إن ستورم"، اللذان ركضا عبر سيول في العالم الافتراضي ووقعا في متاهة من التأخير الزمني والتنقل في الفيلم السابق "كرة راقصة التسليم"، يتم وضعهما في مدينة افتراضية جديدة في هذا العمل. وبينما يقومان عن طريق الخطأ بتسليم قطع أثرية تحتوي على رؤية سابقة للزمن يُقال إنها انقرضت، فإنهما يتعمقان في اشتباكات وصراعات المجتمع المتنقل بين وجهات نظر مختلفة للزمن والعوالم. وفي عنوان المعرض، يذكرنا "القوس (Arc)" بالزمنية ويستعير منحنيات وأقواس الساعة الشمسية ولوحة التقويم في العمل، مما يعني أنه ممر يربط الزمان والمكان، والبشر والتاريخ، ومكان الهروب. ومثلما يشير "معكوس (Inverse)" إلى الوقت باعتباره معكوس السرعة في الفيزياء، أو يشير بشكل عام إلى علاقة متناسبة عكسيا، فإن هناك عدة عوالم صغيرة موازية لبعضها البعض في زمكان آخر والفجوة فيه التي تنشأ بسبب التنافس الملح في السرعة. و"يربط" هذا "التحول" في الوقت الزمان والمكان، ويوفر طريقًا لدراسة علاقات القوة في التحديث الغربي من خلال النظرة العالمية الأصلية التي تختفي في هذه العملية.
وعلى وجه الخصوص، ففي "جائزة ACC المستقبلية لعام 2024"، تعمل "كيم آيونغ" على تنشيط المستقبل من خلال التعاون مع الذكاء الاصطناعي. وإن النتائج الحسابية لنظام الذكاء الاصطناعي، والتي انطلقت من السرد التأملي للفنان، ليست مجرد تصور للمستقبل، بل تشمل أيضًا مستقبلًا يتم حسابه بشكل مستمر. وتظهر علامة التقويم التي يعود أصلها إلى العصور القديمة كمؤشر تصاعدي للمستقبل في المعرض، تقودنا إلى عالم افتراضي غير إقليمي يتبنى الخطابة المستقبلية. ويطور الفنان تهجين الزمان والمكان، والصراع النفسي الدقيق بين الشخصيتين الرئيستين، والأخطاء والعيوب التي تنكشف في عالم افتراضي متجانس في سرد مجزأ وتأملي باستخدام الخوارزميات وتقنيات المونتاج التي تحلل السببية. وإن خيال الفنان، الذي يتم الكشف عنه في الاختلافات الحسية، يطمس الحدود بين الواقع والعالم الافتراضي. كما يقترب هذا المعرض من عالم الإمكانية، حيث يربط كيانات تبدو غير مرتبطة عبر الزمان والمكان. ونوصي أيضًا بتصور الزمان والمكان المخلوع وإعادة النظر في علاقات القوة الثقافية والتاريخية بين الدولة والسياسة والدين المحيطة بالتحديث. ومن خلال معرض "قوس راقصة التسليم: معكوس"، نأمل في توفير التجارب الجديدة وتوسيع آفاق الأحاسيس غير المألوفة أثناء السير عبر متاهة المكان والزمان المتكاثرة بلا حدود.